استخدام الطاقة الشمسية يعود إلى زمن بعيد

إن تذكر تاريخ الطاقة الشمسية يعيدنا إلى أزمة الطاقة والحظر على النفط في سبعينيات القرن الماضي، اللذين تسببا في طوابير طويلة في محطات البنزين، وارتفاع أسعار البنزين، بل تسببا في الهلع بين المستهلكين والمستثمرين على حد سواء في الولايات المتحدة. إن المعرفة بأن النفط مورد غير متجدد موجودة منذ القرن التاسع عشر. ولكن لم يبدأ الناس في إدراك العواقب المترتبة على الاعتماد المفرط على مورد طاقة مستنزف بالفعل إلا أثناء وبعد أزمة الطاقة في السبعينيات.

لكنَّ استخدام طاقة الشمس ليس تطورا حديثا.

وقد استخدمته الحضارات القديمة للدفء ولتحضير الأغذية والمحاصيل ولمختلف الأغراض الزراعية. والجديد هو التقنيات التي تستخدم هذه الطاقة وتستخدمها في الاستخدام اليومي للإنسان.

بدأت هذه التكنولوجيا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر عندما نشر إدموند بيكيريل دراساته حول الكيفية التي يمكن بها تسخير الضوء الشمسي إلى طاقة قابلة للاستخدام. ولكن لم يتابع أحد هذه الفكرة ولم يستكشف أي استخدام عملي لها. الإنجاز التالي في الطاقة الشمسية جاء بعد ثلاثين عاماً نشر (بيكيريل) أعماله.

في عام 1860، قام الملك الفرنسي بتكليف (أوغست موشوت) بإيجاد مصادر أخرى للطاقة.

سلسلته من اختراعاته بالطاقة الشمسية كانت رائعة في ذلك الوقت وقد شملت اختراعاته محركا يعمل بالطاقة الشمسية، محركا بخاريا يستخدم ضوء الشمس، وصانعا للثلج يعتمد كاملا على الطاقة الشمسية.

تحققت عدة إنجازات ملحوظة أخرى في مجال الطاقة الشمسية.

ومن بين هذه الأعمال أعمال ويليام آدمز في السبعينات من القرن التاسع عشر التي استخدمت المرايا لتوجيه طاقة الشمس لجعل المحرك البخاري يعمل. مفهوم برج آدمز لا يزال مستخدما اليوم. وثمة عمل بارز آخر قام به تشارلز فريتز في أوائل الثمانينات. وكانت دراساته متناغمة حول تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء، وهو ما أنجزه لاحقا.

ولكن واحداً من أهم التطورات في مجال الطاقة الشمسية الحديثة حدث في خمسينيات القرن العشرين. في اوائل هذا العقد، اكتشف ر. س. أوهل ان ضوء الشمس ينتج اعدادا كبيرة من الإلكترونات الحرة عندما يهاجم السليكون. ثم في منتصف الخمسينات، تمكن جيرالد بيرسون، كالفين فوليروداريل شابلن من أسر تلك الإلكترونات الحرة وتحويلها إلى كهرباء. واليوم، تُستخدم الخلايا السليكونية لصنع الخلايا الشمسية والألواح الشمسية لتسخير طاقة الشمس.

وسرعان ما جُهِّزت هذه الخلايا الشمسية لاستعمال جيد، وأول مجال منها هو مجال الملاحة الجوية الفضائية. هذه الخلايا الشمسية السليكونية كانت تستخدم لتشغيل الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض .

اما اليوم فيجري المزيد والمزيد من الابحاث والدراسات حول كيفية استخدام طاقة الشمس على افضل وجه. ولا سيما اليوم حيث يقال إنه بعد نحو 30 إلى 50 عاما من الآن، سوف تنضب احتياطيات النفط العالمية بالكامل. وهكذا يتواصل البحث عن مصادر بديلة للطاقة.

والتحدي الذي نواجهه اليوم هو توليد الطاقة الشمسية بطريقة إلكترونية أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة. لا شك أن تكاليف هذه الخلايا الفوتوغرافية ليست رخيصة إلى هذا الحد بحيث لا يستطيع أغلب المستهلكين العاديين الوصول إليها. إن الحركة اليوم في لجان العلم والتكنولوجيا لابد وأن تكون قادرة على توفير مصدر بديل رخيص للطاقة.

Add Comment